Monday, 16 February 2009

يبدو أن ....

يبدو أن عالمنا يصبح يوما بعد يوم أشد قرفا و أكثر علة و مللا و الأكثر من ذلك كله هو أنه عالم يثير الشفقة و السخرية معا و في آن واحد .. قد لا تصدقون أنني كنت قبل دقيقة من بدايتي لكتابة هذا الموضوع,كنت أحل واجبي للغة الإيطالية و المفترض تسليمه يوم الأربعاء .. إلا و انني على فجأة (لا ليس على فجأة تامة) شعرت برغبة شديدة بالكتابة.نتيجة لعالم الذي لايمكنه أن يسير في في أي خط إلا الخط "الأعوج" و المثير للمتاعب

قبل أسبوع بالتحديد كنت أشعر بضجر و صخب شديد من جامعتي و من الطلاب و من الدكاترة حتى أنني كنت لا أطيق أن أجلس في محاضراتي..إلى أن توصلت إلى حقيقة مجردة و هي أن نتيجة صخبي و اعتراضي هي لا شيء !!! نعم فالجامعة ستبقى كما هي و الطلاب سيبقون كما هم و الأساتذه على الأكيد الأكيد الأكيد لن يتغيروا .. و بالتالي بما أنه شيء مفروض اختياري,سأتحمله و احاول التأقلم معه و أن أنظر إلى الجزء الأكثر إشراقا "إن وجد" إلى أن يفرجها ربي فحياتي على ما يبدو تتخذ شكل أو مفهوم "المؤقت" كما كتب الشاعر الفلسطيني الذي أعشقه و أقرأ له الآن رواية رأيت رام الله,مريد البرغوثي

ربما .. بل أكيد مشكلتي و تذمري منها لا تقارن بمشاكل العباد ... و لكن العباد لا يتقنون صنع و ابتكار أي شيء إلا نقل الأكاذيب و تصديقها و نشرها ثم الاستمتاع بالعباد و هم يحاولون مجرد المحاولة لإصلاح ما تم إفساده من العباد

لا أدري في الواقع إن كانت مجتمعاتنا الشرقية و حدها تعاني من مشاكل " القال و القيل" أم أننا نحن من أكثر الشعوب في الدنيا نتقن فنها و نتلذذ به !!! هل هو مرض نفسي ؟؟ أم فيروس ؟؟ ربما لعبة شد الحبل ؟؟ أم تقليد نتوارثه من أجدادنا و نورثه إلى أبنائنا (مفهوم الثقافه) ..فهل تسعد الحماة كثيرا عندما تنقل كل "تقويلة" إلى ابنها و تمثيل دور الأم المستعده لمواجهة الموت لانه لا ذنوب و لا خطايا عليها !!! أو تنبهر بإنجازها الباهر عندما تنشب خلافات في بيت ابنها لتستمر لأيام طويلة !! صراحة تستحق جائزة الدول العربية للتخلف و الرجعية, أو هل يعطي الشعور بالقوة و الحصانة و الفخر عندما تقوم فتاة لا زالت تراهق رغم تخطيها الفصل الأول من حياتها الجامعية, و تقوم بنقل "الأقاويل" لأسباب يجهلها متلقيها... فعلا عالم غريب

فعلا نحن شعوب نستحق و بجدارة لقب عالم ثالث .. اعتذر للمثقفين و العلماء فينا لكنهم طفرات في نظري الآن ... يبدو أن كل ما يشغل البال و ينشط الدماغ و يقوي الذاكرة و يثير حاسة الإبداع هو خلق الأقاويل.. لكن العواقب ليست في البال و لا على الخطر (ليس على الطرف المتضرر ) بالعكس تماما و إنما على من امتهنوا هذه الحرفه ... خلينا هيك لشو الواحد يحط حاله بمكان التاني .. لشو أصلا نفكر بالتاني..ما بهمنا أصلا..خلينا دايما داقيين في بعض

ملاحظة : الأمثال التي وردت حصلت في نفس اليوم و في أجزاء مختلفه منه .. مع أشخاص مختلفين كذلك

2 comments:

Unknown said...

مقالة من الآخر

ورائعه جدا وواقعيه

وانا تقريبا وصلت لنفس الاستنتاج 99و99 بالميه من حياة مجتمعاتنا تدور في نفس الفلك

وعشان هيك انجازاتنا صفر قدام العالم الآخر

تحيّاتي

Ashwaq Shaheen said...

للأسف إنه هالحكي كتير واقعي .. إنشاء الله بيتغير يوم ما !!
شكرا على التعليق :)