Thursday, 5 February 2009

يُنقبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ

هنا، عند مُنْحَدَراتِ التلالِ، أمام الغروبِ وفُوَّهَة الوقت قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِّ، نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ، وما يفعلُ العاطلونَ عنِ العمَلْ: نُرَبِّي الأمَلْ. بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر. صرنا أَقلَّ ذكاءً، أَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر: لا لَيْلَ في ليلنا المتلألئ بالمدفعيَّة. أَعداؤنا يسهرون وأَعداؤنا يُشْعِلون لنا النورَ في حلكة الأَقبية. هنا، بعد أَشعار أَيّوبَ لم ننتظر أَحداً سيمتدُّ هذا الحصارُ إلي أن نعلِّم أَعداءنا نماذجَ من شِعْرنا الجاهليّ. أَلسماءُ رصاصيّةٌ في الضُحى بُرْتقاليَّةٌ في الليالي. وأَمَّا القلوبُ فظلَّتْ حياديَّةً مثلَ ورد السياجْ. هنا، لا أَنا هنا، يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ يقولُ على حافَّة الموت: لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ: حُرٌّ أَنا قرب حريتي. وغدي في يدي. سوف أَدخُلُ عمَّا قليلٍ حياتي، وأولَدُ حُرّاً بلا أَبَوَيْن، وأختارُ لاسمي حروفاً من اللازوردْ في الحصار، تكونُ الحياةُ هِيَ الوقتُ بين تذكُّرِ أَوَّلها. ونسيانِ آخرِها. هنا، عند مُرْتَفَعات الدُخان، على دَرَج البيت، لا وَقْتَ للوقت. نفعلُ ما يفعلُ الصاعدون إلى الله: ننسي الأَلمْ. الألمْ هُوَ: أن لا تعلِّق سيِّدةُ البيت حَبْلَ الغسيل صباحاً، وأنْ تكتفي بنظافة هذا العَلَمْ. لا صدىً هوميريٌّ لشيءٍ هنا. فالأساطيرُ تطرق أبوابنا حين نحتاجها. لا صدىً هوميريّ لشيء. هنا جنرالٌ يُنَقِّبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ تحت أَنقاض طُرْوَادَةَ القادمةْ يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ
بمنظار دبّابةٍ

قصيدة "يُنقبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ" للشاعر محمود درويش ... قرأتها قبل العدوان على غزة بكثير .. ولكن عندما قرأتها الآن أجدها تصف الحال(الحرب) في غزة و بدقة لعل الحال كان كذلك و ما زال كذلك... (وأما القلوب فظلت حيادية مثل ورد السياج ) هذه أشك فيها الآن

No comments: